كشف مصدر مطلع أن المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكشتاين سيعلن خلال زيارته المرتقبة إلى لبنان تمديد المهلة التي أعطيت لإسرائيل للانسحاب من الجنوب، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري مفعوله إلى الآن.

وقال المصدر لـ”إرم نيوز”، إنه “سيكون للملف الرئاسي حيز كبير خلال الزيارة، إذ سيضغط هوكشتاين لعقد الجلسة وانتخاب الرئيس لكنه لن يتوقف عند اسم محدد”.

وأشار إلى آخر “ما توفر من معلومات مؤكدة أن الولايات المتحدة لن تقف عند ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، بعد تراجع حظوظه برفض الثنائي الشيعي له ومعهما التيار الوطني الحر وكتلة القوات اللبنانية”.

ولفت إلى أن “التداول الآن أصبح بين العميد المتقاعد جورج خوري، والوزير السابق جهاد أزعور، والعميد الياس البيسري مدير عام الأمن العام بالإنابة، بعد ارتفاع أسهمه خلال الساعات الماضية بشكل كبير”.

وبين أن “لا “فيتو” عليه لا من الداخل اللبناني ولا من الخارج، وبالتالي فإنه سيكون بديلا مقبولا لقائد الجيش بسبب القدرات القيادية التي أظهرها أخيرا، خاصة فيما يتعلق بضبط الحدود وملاحقة المخالفين والعمليات الأمنية الناجحة داخليا”.

ووفق المصدر، فإنه “على الرغم من التوقيت اللافت لزيارة هوكشتاين المتزامن مع جلسة انتخاب الرئيس، فإن الملف الجنوبي هو الأهم بالنسبة للإدارة الأمريكية”.

وأكد أن ذلك “نابع من مخاوف حقيقية من انهيار وقف إطلاق النار بسبب استمرار إسرائيل بعمليات التفجير والتدمير لقرى الشريط الحدودي”.

وأوضح أن “هوكشتاين سينتقل فور وصوله إلى لبنان لزيارة الجنوب، وسيعلن بعدها تمديد مهلة الستين يوما لمدة 30 يوما إضافية، وسيتم إبلاغ جميع الأطراف المعنية بالقرار، لإعطاء شرعية للتحركات الإسرائيلية لإنهاء ما تقول إنه تدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله، خاصة الأنفاق والمخازن”.

وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي عبد النبي بكار إن لبنان يمر بمرحلة حساسة جدا من تاريخه، إن كان من الناحية السياسية أو العسكرية المتعلقة بالحرب مع إسرائيل”.

وأضاف بكار أنه “يعاد في الوقت الحالي إعادة خلط الأوراق السياسية الداخلية من جديد”.

وأشار إلى أن “كل الأطراف الموجودة حاليا تحاول الحصول على أكبر قدر من المكاسب كون الفرصة تعتبر تاريخية قد لا تتكرر في المستقبل القريب”.

وبيّن “أن الدول الكبرى المعنية بالملف اللبناني تحاول تأكيد سيطرتها من خلال التدخلات المباشرة، وهو ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية عبر إرسال الموفد الخاص هوكستين في هذا التوقيت بالتحديد”.

وأكد أن “المبعوث الأمريكي يحمل أهم ملفين يسيطران على السياسة اللبنانية، الأول ملف الجنوب وسلاح حزب الله، والثاني ملف الرئاسة وإنهاء حالة الشغور الرئاسي”.

وأشار إلى أن “هوكشتاين سيحاول ربط الملفات بشكل وثيق من خلال إيصال رئيس قادر على تنفيذ القرارات الأممية، خاصة مسألة نزع سلاح حزب الله”.

وأردف: “أما مسألة ربط ملف إعادة الإعمار بإيصال قائد الجيش العماد جوزيف عون فإن الأمر أصبح من الماضي وكان مجرد أداة من أدوات الضغط الأمريكية للإصرار على انتخاب شخصية تتمتع بمواصفات قوية مشابهة لقائد الجيش، إن لم يكن هو شخصيا”.