تتميز دولة الإمارات باحتضانها مزيجاً طبيعياً متنوعاً تختلط فيه البيئات الجغرافية، وتتنوع في تناغم ساحر بين الصحارى الممتدة، والسهول الساحلية، والجبال الشاهقة، وكذلك الواحات الخضراء، كما تضم، إضافة إلى كل ذلك، مجموعة استثنائية من المتنزهات الطبيعية البحرية والبرية، والمحميات التي تشكّل علامة فارقة في السياحة البيئية الخضراء، لكونها تسهم في حماية البيئة والحفاظ على كنوزها الطبيعية والإدارة المستدامة للموارد، مع توفير أعلى درجات الاستمتاع بالأماكن الطبيعية الخلابة.

وتركز حملة «أجمل شتاء في العالم» – في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة – على زيارة المواقع الطبيعية من جزر ومحميات وواحات وجبال، ومواقع التنوع البيولوجي التي تتحول في فصل الشتاء إلى واحات خضراء، بهدف تحفيز الزيارات السياحية المستدامة، في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة، إذ تقدّم الحملة لكل زائر وسائح، من خلال إضاءتها على هذا المجال، فرصاً ترفيهية ومعرفية غير محدودة للاستمتاع بتجارب وزيارات فريدة للمتنزهات الطبيعية ومناطق الجذب البيئي للتعرّف إلى التنوع الطبيعي لدولة الإمارات، وجمال مختلف مناطقها.

وفي إمارة أبوظبي يوفر متنزه جبل حفيت الوطني، في منطقة العين، ملاذاً للسياح والزوار ضمن بيئة طبيعية ساحرة.

وفي دبي تعد محمية المرموم أكبر محمية طبيعية في الإمارة، إذ تغطي نحو 23% من إجمالي مساحة دبي، وتقع في منطقة سيح السلم الصحراوية، وتمتد على طول رمال الصحراء الشاسعة، وتوفر نظاماً بيئياً دقيقاً لمختلف الحيوانات البرية، مثل المها العربي، والغزال الرملي (الريم).

وتعد محمية المرموم أول محمية صحراوية غير مسوّرة في الدولة مفتوحة للجمهور تمت مضاعفة مساحتها نحو ثلاث مرات، وتحتضن أكبر مشتل للحياة النباتية في الإمارات على مساحة 40 هكتاراً، وستضم أكثر من مليون شتلة من مختلف أنواع النباتات المحلية، وذلك للحفاظ على التنوع البيولوجي في دبي، كما تضم أكثر من 20 مشروعاً بيئياً وترفيهياً وثقافياً ورياضياً، من بينها 10 منصات لمراقبة الحيوانات البرية والطيور، ومراقبة النجوم وغروب الشمس، وممارسة اليوغا ومسرح خارجي يستضيف عروضاً من مختلف أنحاء العالم، ويتسع لـ350 شخصاً، إضافة إلى مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الأكبر من نوعه في موقع واحد في العالم.

وفي دبي أيضاً تتميز محمية حتا بجبالها الشاهقة التي تُراوح ارتفاعاتها بين 250 و1060 متراً ضمن سلسلة جبال الحجر، إذ تمثل بقعة مثالية ومناسبة لدعم الحياة النباتية والحيوانية، والعديد من الاحتياجات البشرية على مدار العام، بفضل احتوائها على أعلى السلاسل الجبلية الموجودة في شرق شبه الجزيرة العربية، في حين تمتلك تنوعاً بيولوجياً لأكثر من 133 نوعاً من النباتات، و215 نوعاً من الثدييات الكبيرة والطيور والزواحف، إلى جانب أحواض المياه العذبة متمثلة في سدود حتا والوديان.

وفي الشارقة تبرز محمية وادي الحلو بين جبال وادي الحجر، إذ توصف المحمية بأنها «جراند كانيون» الإمارات، على غرار الوادي العظيم في الولايات المتحدة، لجمالها الطبيعي.

وفي عجمان تعد محمية الزوراء واحدة من أجمل الأماكن السياحية والطبيعية في الدولة.

وفي الفجيرة تعد محمية وادي الوريعة الوطنية أول محمية جبلية وأول متنزه وطني على مستوى الدولة، وأحد الكنوز الطبيعية لدولة الإمارات.

تنوع بيولوجي

في رأس الخيمة تتصدر محمية خور المزاحمي، بمساحتها البالغة ثلاثة كيلومترات مربعة، قائمة أبرز الوجهات الرئيسة للتنوع البيولوجي في الإمارة والدولة عموماً، وفي رأس الخيمة أيضاً يتألق متنزه جبل جيس، وهو من أعلى القمم في الإمارات.

أما في أم القيوين فتحتضن جزيرة السينية العديد من المواقع الأثرية المتنوعة التي تشمل موقع دير السينية، ومدينة أم القيوين القديمة، ومدينة صيد اللؤلؤ، والمقابر الإسلامية، والتلال الصدفية والأبراج.

. محمية وادي الحلو بين جبال وادي الحجر توصف بأنها «جراند كانيون» الإمارات.

. %23 من إجمالي مساحة دبي، تشكلها محمية المرموم.