يكشف أحدث تقرير للمخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عن استمرارية كبيرة للمخاوف الرئيسية لعام 2024 في العام الجديد، مع تسليط الضوء على بعض التحولات الجديدة والبارزة في إدراك المخاطر.
ويحدد التقرير جدول أعمال المناقشات في الاجتماع السنوي للمنتدى في دافوس، والذي يعقد هذا العام تحت عنوان “التعاون من أجل العصر الذكي“.
أبرز المخاطر الاقتصادية العالمية
يرى المنتدى الاقتصادي العالمي في أحدث تقرير له حول “المخاطر العالمية” أن المشهد العالمي أصبح متصدعا بشكل متزايد مع تصاعد التحديات الجيوسياسية والبيئية والمجتمعية والتكنولوجية التي تهدد الاستقرار والتقدم، وفق ما أوردت مجلة إينجنيرينج ينوز.
اقرأ ايضاً: كيف تؤثر عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض على الاقتصاد العالمي؟
يؤكد الإصدار العشرون من التقرير أنه على الرغم من أن المخاطر الاقتصادية لها أهمية أقل في نتائج استطلاع هذا العام فإنها تظل مصدر قلق ولها ارتباط بالتوترات المجتمعية والجيوسياسية.
الصراع المسلح..أسوأ المخاطر
حدد المنتدى الاقتصادي العالمي في التقرير الذي يستند إلى آراء أكثر من 900 من خبراء المخاطر العالمية وصناع السياسات وقادة الصناعة “الصراع المسلح” القائم على أساس الدولة باعتباره الخطر العالمي الفوري الأكثر إلحاحاً لهذا العام2025 حيث صنفه ما يقرب من ربع المستجيبين على أنه الشاغل الأكثر خطورة.
توقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي في 2025 وزيادة التضخم
أهم المخاطر قصيرة الأجل
تظل المعلومات المضللة والمغلوطة من أهم المخاطر قصيرة الأجل للعام الثاني على التوالي مما يؤكد تهديدها المستمر للتماسك المجتمعي والحوكمة من خلال تآكل الثقة وتفاقم الانقسامات داخل الدول وبينها.
وتشمل المخاطر الأخرى قصيرة الأمد الأحداث المناخية المتطرفة والاستقطاب المجتمعي والتجسس الإلكتروني والحرب.
المخاطر البيئية طويلة الأجل
تهيمن المخاطر البيئية على التوقعات طويلة الأجل مع تصدر الأحداث المناخية المتطرفة وفقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظام البيئي والتغيير الحرج في أنظمة الأرض ونقص الموارد الطبيعية تصنيفات المخاطر على مدى عشر سنوات.
ويأتي الخطر الخامس في قائمة العشرة الأوائل متمثلاً في التلوث والذي يُنظر إليه أيضًا باعتباره خطرًا رئيسيًا في الأمد القريب.
قال ميريك دوشيك المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي: “إن التوترات الجيوسياسية المتزايدة وانهيار الثقة من العوامل التي تدفع المشهد العالمي للمخاطر وفي هذا السياق المعقد والديناميكي يكون أمام القادة خيار: إيجاد طرق لتعزيز التعاون والمرونة أو مواجهة نقاط ضعف متفاقمة”.
آفاق اقتصاد العالم
ويشير تقرير “المخاطر العالمية” إلى أن المشاركين أقل تفاؤلاً بشأن آفاق العالم على المدى الطويل مقارنة بالمدى القصير.
ويتوقع ما يقرب من ثلثي المشاركين مشهدًا عالميًا مضطربًا أو عاصفًا بحلول عام 2035 مدفوعًا بشكل خاص بالتحديات البيئية والتكنولوجية والمجتمعية المتزايدة.
ويرى ما يقرب من ربع المستجيبين أن الصراع المسلح القائم على أساس الدولة هو الخطر العالمي الأكثر.
ولا تختلف وجهة النظرة العامة للمخاطر العالمية تختلف كثيرا عن العام الماضي وإن كانت أكثر سلبية. وتتوقع نسبة مماثلة من المشاركين في استطلاع هذا العام (52%) الذين شملهم الاستطلاع في الفترة من سبتمبر إلى أكتوبر 2024، حدوث بعض عدم الاستقرار على مدى العامين المقبلين.
ومع ذلك، يتوقع 31% آخرون حدوث اضطرابات أكبر ويتوقع 5% مخاطر كارثية عالمية في الأمد القريب مما يشير إلى تشاؤم متزايد حيث تمثل هذه الفئات الثلاث مجتمعة زيادة قدرها 4 نقاط مئوية عن العام الماضي. ويتوقع ما يقرب من ثلثي (62%) من المستجيبين آفاقًا مضطربة أو عاصفة على مدى السنوات العشر المقبلة.