الاقتصاد الدائري يمثل نهج تجديدي قد يحقق 4.5 تريليون دولار بحلول 2030 من المجوهرات والملابس إلى مخلفات الطعام، يركز عدد متزايد من القطاعات على العمل كجزء من “الاقتصاد الدائري”، بهدف تقليل الهدر – وجني الفوائد المالية في هذه العملية.

وقال مصرف جولدمان ساكس، إن ارتفاع تكلفة المواد الخام والتحرك للحد من انبعاثات الكربون قد يعني أن العمل بهذه الطريقة سوف يصبح “حاسمًا”، لافتا إلى أن الاقتصاد العالمي يمكن أن يستفيد بما يصل إلى 4.5 تريليون دولار بحلول عام 2030.

ما هو الاقتصاد الدائري؟! يعرف الاقتصاد الدائري بأنه نظام اقتصادي يهدف إلى القضاء على الهدر والاستخدام المستمر للموارد. تستخدم الأنظمة الدائرية إعادة الاستخدام والمشاركة والإصلاح والتجديد وإعادة التصنيع وإعادة التدوير لإنشاء نظام حلقة مغلقة، مما يقلل استخدام مدخلات الموارد إلى الحد الأدنى ويخفّض انبعاثات النفايات والتلوث وانبعاثات الكربون. يهدف الاقتصاد الدائري إلى الحفاظ على استخدام المنتجات والمعدات والبنية التحتية لفترة أطول، وبالتالي تحسين إنتاجية هذه الموارد. يجب أن تصبح جميع «النفايات» «غذاءً» لعملية أخرى: إما منتجًا ثانويًا أو موردًا مسترجعًا لعملية صناعية أخرى، أو كموارد متجددة للطبيعة، على سبيل المثال السماد. هذا النهج التجديدي يتناقض مع الاقتصاد الخطي التقليدي، الذي لديه نموذج «خذ، تصنع، تخلص» من الإنتاج. يمكن أن يستفيد الاقتصاد الدائري نحو 4.5 تريليون دولار بحلول عام 2030. بعبارات بسيطة وفقًا لمؤسسة إلين ماك آرثر، وهي مؤسسة خيرية تبحث في الاقتصاد الدائري وتروج له أن الاقتصاد الدائري يشير إلى عملية إعادة استخدام المنتجات أو إصلاحها أو إعادة تدويرها مع الحفاظ على الحد الأدنى من النفايات. معتبرة إنه يمثل خطوة بعيدًا عن النموذج الخطي “الأخذ والتصنيع والنفايات”، من جانبها قالت رينيرا أودونيل، المديرة التنفيذية للمؤسسة، في رسالة بريد إلكتروني إلى شبكة سي إن بي سي: “لا يتعلق الاقتصاد الدائري بإجراء تغييرات صغيرة وتدريجية على نظامنا الحالي – بل يتعلق بتحويل الطريقة التي يعمل بها النظام بأكمله تمامًا”. وأضافت: “يتبع الاقتصاد الدائري ثلاثة مبادئ مدفوعة جميعًا بالتصميم – القضاء على النفايات والتلوث؛ وتوزيع المنتجات والمواد بأعلى قيمة لها، وتجديد الطبيعة”. على سبيل المثال، تشتري شركة Deartree الصينية أثاث المكاتب المستعمل وتجدده ثم تبيعه أو تؤجره لشركات مثل ميكروسوفت وتنست وستاربك. وفي الوقت نفسه، تجمع شركة De Clique الهولندية نفايات الطعام مثل بقايا القهوة وتبيعها للشركات التي تحولها إلى منتجات جديدة. حتى المدن تهدف إلى أن تصبح “دائرية بالكامل”، حيث تعهدت جلاسكو بالقيام بذلك بحلول عام 2045 وأمستردام بحلول عام 2050. تحول جوهري: إن العمل بهذه الطريقة قد يعني تحولًا في طريقة التفكير. تقول شركة المجوهرات الأمريكية Sonalore إنها سيحدث تحولا في الصناعة من خلال تشغيل نموذج أعمال غير عادي: ستشتري قطعا من العملاء لايرغبون فيها، وتضمن دفع سعر السوق للذهب مطروحًا منه رسومًا بنسبة 15٪. في ذات الاتجاه مضت لنيدي سينغفي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، لافتة الى إن هذا النوع من النماذج يعمل بشكل أفضل للمنتجات ذات القيمة العالية – مثل الساعات الفاخرة أو السيارات. وقالت في حديثها لشبكة “سي إن بي سي”: “تعتمد نماذج الأعمال الناجحة في الاقتصاد الدائري على ثلاثة مكونات: الأصول الأساسية القيمة، والتسعير الشفاف أو سعر عادل تحدده قوى العرض والطلب، وآليات فعالة لإعادة البيع”. وقالت سينغفي، التي تعيش في كاليفورنيا، إن الشباب هناك “يهتمون بشدة بالاستدامة”. مشيرة الى “إنهم يبحثون بعمق ويطرحون أسئلة حول المصادر وسلسلة التوريد، ويزنون التأثير البيئي لما يشترونه. ونبهت سينغفي الى أن جيل الألفية أقل ثراءً من آبائهم وبالتالي يفكرون “مثل المستثمرين” عند التسوق، بالنظر إلى قيمة إعادة بيع الملابس والإكسسوارات. في الواقع، من المقرر أن يصل سوق الملابس المستعملة إلى 350 مليار دولار عالميًا بحلول عام 2028، ارتفاعًا من 264 مليار دولار هذا العام وينمو بمعدل أسرع بثلاث مرات من سوق الملابس بشكل عام، وفقًا لتقرير صادر عن موقع إعادة بيع الأزياء ThredU.